استمع إلى كلماتي
دانا عورتاني
على وجه الشاشة الفارغ، تخط يد خفية خطوطاً مستقيمة وأشكالاً منحنية ببطء ودقة فائقة. في الثقافة البصرية الإسلامية، والمعروفة بتجنبها لرسم ذوات الأرواح، تصوِّر الأشكالُ الهندسية المجردة رحلاتٍ روحيةً، وتستحضر حالة من الترابط الكوني الشامل. تستوحي التصاميم التي أعدتها دانا عَوَرْتاني لعملها "استمع إلى كلماتي" من التصاميم الزخرفية التي تُعرف باسم "الجالي" و"المشربية"، وهما من فنون العمارة الإسلامية في تصميم النوافذ، حيث سمحت هذه الزخارف بالتحكم بانسياب الضوء وتدفق الهواء والدفء في المناخ الحار للمنطقة. كانت نوافذ "الجالي" تستخدم لستر النساء عن أنظار الرجال وإتاحة الخصوصية لهن في منازلهن.
تتشابك التصاميم الهندسية المُبهرة تدريجياً مع أصوات سيدات سعوديات معاصرات يقرأنَ أبياتاً لشاعرات من عصر ما قبل الإسلام وحتى القرن الثاني عشر، حيث تعكس هذه الأبيات الإرث الشعري الذي تركته نساء العرب، والذي لم يحظَ بما يستحقه من الاهتمام والتوثيق. تعبِّر هذه الأبيات بشكل شخصي ومباشر عن مشاعر الحنين والتوق والفخر التي شعرت بها تلك النساء العربيات عبر العصور وفي مختلف أقطار العالم العربي الواسع، واللاتي وجدنَ القوة والتمكين في تفعيل إرادتهن وبلاغتهن، وسط عالم تسوده التحديات الاجتماعية.
عبر دمج الرمزية الهندسية بالأبيات الشعرية، يستحضر فيلم عَوَرْتاني هذه الأصوات القوية مرة أخرى ويُطلق حواراً مرهفاً بين الأجيال يتمحور حول وضع المرأة في المجتمع المعاصر.
تم إعداد عمل "استمع إلى كلماتي" استناداً إلى عمل فني تركيبي بنفس العنوان تم إنتاجه عام 2018. تم إنتاج العمل بتكليف خاص من معرض تيسن-بورنيميسا للفن المعاصر، وتم إنتاجه في مركز الفن المعاصر بسنغافورة التابع لجامعة نانيانغ للتكنولوجيا لصالح منصّة st_age.
:شاهد الفيديو كاملاً هنا