البحيرة السرية
أسيل اليعقوب
في الأدبيات الغربية، غالباً ما تُصوّر الصحراء بأسلوب ينتقص من قيمتها ويراها أرضاً مهجورة، مساحة شاسعة خالية من الحياة، فراغاً واسعاً يبتلع كل شيء. بيد أن هذه المساحات ليست قاحلة ولا جامدة إلا لمن لا يعرفها عن قرب، حيث أنها تحوي ظواهر بيئية غير متوقعة وتتحدى التصورات التي تظهرها في هيئة بدائية. من بين هذه الظواهر العجيبة، مثلاً، الواحات الغناء والحبلى بمختلف أشكال الحياة البرية.
يستكشف هذا الفيلم الوثائقي موقعَين في صحراء الرياض عادةً ما يشار إليهما بالـ (البُحيرة السرية). يحتوى الموقع الأول – الواقع شمال غرب حي المهدية – على آثار بحيرة جافة، بينما يكشف لنا الموقع الثاني – الواقع جنوب غرب العُيينة – الأثر الرائع لهطول الأمطار على البيئة الصحراوية. تُطعّم الفنانة مشاهد الفيلم بمقتطفات سردية من كتاب "العرب في ديارهم" (1924) لبول هاريسون، الذي عمل ضمن بعثة طبية أمريكية في الجزيرة العربية. تطرح هذه السردية تساؤلات حول النظرة الاستعمارية للصحراء، وتقارنها بممارسات الشعوب الأصلية في اكتشاف مصادر الماء والاستفادة منه، مما يدعو المشاهِد للتأمل في العوامل المتشابكة التي تتحكم بنُظمنا البيئية، والتوقف عند السرديات السائدة حول البيئات الجافة.
يُعرض عمل "البحيرة السرية" (2024) في قسم البحث والاستكشاف داخل القاعة ب 1 (الميزانين) في بينالي الدرعية للفن المعاصر 2024.