المسعى العظيم

في فيلم "المسعى العظيم" (2023)، يقدم يانغ مقترحاً متفائلاً – رغم التحديات البيئية الجمة التي تواجهنا – لإعادة إنعاش مناخ كوكبنا المنهك، حيث تدعونا عالمة البيئة هولي جين باك، والتي قدمت المشورة العلمية في إطار العمل على هذا فيلم القصير، إلى عدم الاقتصار على تقليل أو تقييد الانبعاثات الكربونية، بل "إنهاء استعمار الغلاف الجوي" عبر تنقيته من الغازات الدفيئة بشكل كامل. كما تطرح تساؤلات مثل: ماذا لو قمنا بإنشاء بنية تحتية ضخمة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى صخور صحراوية، أو حقنه تحت قاع البحر؟ ماذا لو كان هذا أكبر مشروع هندسي على الإطلاق، يضاهي حجم صناعة الوقود الأحفوري العالمية، ولكنه يعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة؟

عبر لقطات أفقية طويلة، يرينا يانغ هيكلاً آلياً عملاقاً يتم سحبه بواسطة السفن، ثم نشاهده يصعد من بين الأمواج الهائجة وكأنه روبوت ضخم أتى ليخلصنا. بسبب مظهره الواقعي جداً، وبنيته الفولاذية الرمادية الشاحبة، والأضواء الحمراء الوامضة التي تحيط به، يبدو لنا وكأنه منصة تنقيب عن النفط، إلا أنه – على العكس من ذلك – مكرّس لعمليات إنقاذ البيئة.

نرى مساحات واسعة من توربينات توليد الطاقة من الأمواج وهي تدور وسط المحيط، وحقولاً من الألواح الشمسية تتلألأ كأسراب من التنانين وسط الصحاري. ثم نسمع أغنية "روعة التقنيات الجديدة" ليانغ على إيقاع "نشيد عمّال العالم الجديد"، حيث ترتفع تدريجياً أصوات جوقة موسيقية تشعرنا بأن العمال يتجهون من جديد للاختفاء من الصورة، وهو ما نستشعره بشكل ضمني فقط، حيث نفترض وجود البشر من وراء هذه الآلات الضخمة المصممة لإنقاذنا من أنفسنا (يمكننا مشاهدة ملابس العمال التي تخيلها الفنان لهؤلاء العمال غير المرئيين في القاعة ب 1 من المعرض). لكن يانغ ليس إنساناً حالماً وغير واقعي، حيث يدلّل عنوان الفيلم نفسه على الكم غير المسبوق من التعاون العالمي المطلوب لمشروع بهذا الحجم. ومن خلال تجسيده البصري للحلول التي يتم البحث عنها حالياً، فإن يانغ يتحدانا للإقدام على تحول عاجل نحو واقع جديد قد يبدو لنا مستحيلاً الآن.