أجزاء من "خرائط أغاني السكة الحديدية"
مشروع البيئات المهاجرة
هذا العمل البحثي العميق والمتشابك يمثل أرشيفاً تفاعلياً غامراً وغنياً بالصوتيات، حيث يضم 32 فيلماً قصيراً حول أنواع متعددة من الطيور، ويمكن الاطلاع عليه في قسم البحث والاستكشاف في بينالي الدرعية. يحتوي كل فيلم على تغريدة واحدة لنوع واحد من 105 أنواع من الطيور التي تعيش بالقرب من خطوط السكك الحديدية في تانغلين هالت، بالتناغم مع أصوات البشر.
تانغلين هالت هي إحدى أقدم المناطق السكنية في سنغافورة. نمت هذه المنطقة على مدار خمسين عاماً لتصبح مجتمعاً سكنياً نابضاً بالحياة مجاوراً للمسارات السابقة للسكك الحديدية الماليزية في جنوب غرب سنغافورة. هناك عاش سكانها معظم حياتهم، إلا أنه تم مؤخراً نقلهم لإفساح لمجال لمشاريع عمرانية جديدة أتت بسكان جدد من طبقة اجتماعية أعلى، وترافق ذلك مع تحويل مسارات القطارات إلى حديقة تتناسب أكثر من أجواء المدينة. يعود تاريخ خطوط السكك الحديدية إلى فترة الاستعمار البريطاني، ولعقود عديدة كانت هذه السكك رابطاً اقتصادياً وعاطفياً مهماً بين سنغافورة وماليزيا. كانت هذه المسارات، إضافة إلى شريطين بعرض خمسة أمتار على جانبيها، ملكاً للحكومة الماليزية لغاية 2011.
عمل المتطوعون ضمن مشروع البيئات المهاجرة على استكشاف سلسلة من الطرق على امتداد هذه السكك الحديدة، للتعرف على هذه البقعة التي تشهد علاقة متقلبة بين حياة المدينة وساكنيها من البشر والطيور. وعلى مدى سنوات عديدة، تطور المشروع من مجرد الاستماع إلى تغريدات الطيور والتحدث مع سكان المنطقة، لينتقل بعدها إلى تتبع العلاقات بين الأجناس المختلفة من الطيور، واستكشاف الذكريات وتسجيل التغريدات.
ما نقدمه هنا هو مقاطع توثق لأكثر من عشر سنوات من التفاعلات الصوتية والمرئية في المنطقة المضطربة على امتداد خط السير السابق للسكك الحديدية الماليزية في تانغلين هالت، وهو حي سنغافوري شهد تغيرات اجتماعية وبيئية كبيرة.
قصيدة "بانتون" عن الطيور باللغة الماليزية
تحتوي بعض الأفلام على أجزاء من قصائد "بانتونات" ماليزية تتكلم عن أنواع معينة من الطيور. والبانتون هو شكل معروف من الشعر الماليزي، ويتكون من أربعة أسطر شعرية تتغير قوافيها بالتناوب. ولأنها شكل من أشكال التعبير الشفهي، يتم إلقاء هذه القصائد أحياناً في منافسات تبث على الهواء مباشرة، ويحاول فيها الشعراء ارتجال أفضل الأبيات، بشكل لا يختلف كثيراً عن تغريدات الطيور. في قصائد "خرائط أغاني السكة الحديدية"، قام الشاعر والكاتب السنغافوري ألفيان ساعات بجمع وترجمة البانتونات التي تتحدث عن فصائل الطيور التي تعيش في منطقة تانغلين هالت. هناك قائمة كاملة بهذه البانتونات في معرض الأعمال البحثية في بينالي الدرعية.
عن الصور
تقنيات التصوير السينمائي والعرض بأسلوب الصور المتتالية "stop motion animations" التي استخدمت لتصوير الطيور في هذه الأفلام تم استنباطها من تقنية تسمى "Avian Web-Re-Wild". تشمل هذه العملية الحصول على صور ولقطات للطيور من الإنترنت (من دراسة لفصائل الطيور قامت بها جمعية الطبيعة) وطباعتها. بعدها، قامت ديفيس وكي بمعالجة هذه الصور وقصها على شكل دمى شفافة لعرضها على جهاز العرض الضوئي في مواقع على طول المسارات التي شوهدت فيها الطيور آخر مرة. اعتمدت هذه الطريقة بشكل كامل على ضوء الشمس لإلقاء ظل سريع الزوال للطيور على مواقع البناء، أو الطرق غير المعبدة، أو الأشجار، أو أوراقها، في ذات المواقع التي شوهدت فيها هذه الطيور آخر مرة. كثير من هذه المواقع تغيرت لدرجة أنه لم يعد بالإمكان التعرف عليها مقارنة بشكلها وقت إجراء المسح. كما تم اتباع أسلوب آخر تمت فيه طباعة لقطات متتابعة من مقاطع فيديو من الإنترنت، وقطع الآلاف من أشكال الطيور وتصوير هذه اللقطات الورقية المقطوعة.
عن الصوتيات
تم إنتاج المقاطع الصوتية لهذه الأفلام بشكل عفوي بالاعتماد على نصوص المقابلات التي أجرتها لوسي ديفيس والكاتب السنغافوري سيريل وونغ، وقام زاي تانغ بمزجها مع تغريدات الطيور التي تم تسجيلها وجمعها ميدانياً لهذا المشروع على امتداد خطوط السكك الحديدية. كما يمكن الاستماع هنا لمجموعة مختارة من تسجيلات زاي الأخرى.
في هذه الأفلام، أغلب المقاطع التي تشمل تسجيلات من أصوات الطيور والبشر تدور حول حقيقة أن بعض الأصوات البشرية تحث الطيور على الرد بتغريدات معينة (والعكس). كما تدرس هذه المقاطع المحتوى الفعلي لهذه الأصوات البشرية ومعرفتنا بعلم الطيور.
- رواة القصص وفنانو الصوت: ليم كيم سينغ؛ آلان أويونغ؛ شاملا جياراجا سوباراج؛ سوباراج راجاثوراي؛ أو يونغ سو لين؛ استير كامالا وجوناثان وتشيلاماه؛ رامان بن بابونغ؛ جميدة بنت شبير حسن؛ ذو الكفل رامان؛ حموال قاسم إلياس رحيم؛ تشوا ثيام سينغ؛ نجو منغ هينغ؛ وانغ لوان كينغ؛ ألفيان ساعات؛ فزهة مازنان؛ نبيل سريجار؛ أونغ سي هاو؛ أوستون ليم؛ تان سي لين؛ شيريل بيك سينغ يي؛ كي تشونغ هيرن؛ محمد زين الدين عارفين.